أخبار أبين

الأربعاء، 2 فبراير 2011

إبتكار .. حلم بالحياة رهن الإنتظار الطويل !

 

خاص / أخبار أبين

كتب/أسامة الشرمي

المرض الفقر والجهل، أعداء ما أن يجتمعون في أمة إلا أبادوها عن بكرة أبيها، وهذا ما يعانيه كثير من اليمنيين فقراً ومرضاً، أما الجهل فكان من نصيب المنشئات الطبية في اليمن، سواءً العامة منها أو الخاصة هذه المنشئات التي تعاني أيضاً الفقر والعجز، كل هذا كانت أحدى ضحاياه، الطفلة "أبتكار" التي كان لنا اللقاء بها ووالدها في مدينة عدن، والذي خرجنا منه بهذه المحصلة.

معاناة أبتكار

هي "ابتكار" فتاة تبلغ من العمر 9سنوات، تعاني ومنذ ولادتها من ضمور في خلايا الدماغ، الأمر الذي تسبب لها في أعاقة ذهنية وجسدية وتشوهات خلقية واضحة، فهي لا تستطيع المشي أو الإدراك كما يبدو من خلال تصرفاتها بأن لها وعي الأطفال الذين لم يتجاوزوا عامهم الأول.

أسرة ابتكار

"ابتكار" تنتمي لأسرة تتكون من سبعة أفراد، رب هذه الأسرة والدها "هادي علي ناصر الجيشي" 30عام، من أبناء مديرية كحلان الشرف محافظة حجة، كان فيما سبق يعمل على (كمبريشن) أداة تقطيع الأحجار من الجبال لغرض البناء، ولكنه سقط في أحدى المرات من على جبل وهو يقوم بعمله اليومي المعتاد في قص الأحجار، وأصبح في الوقت الراهن بدون عمل أو مصدر رزق يكفل له ولأسرته حياة كريمة فضلاً عن مصاريف العلاج.

وعند سؤالنا للأب عن الحالة الصحية لباقي أولاده أجاب: هذا البلاء لم يصب إلا "ابتكار" وأختها الأصغر منها "تغريد" 7سنوات، أما باقي أخوتها وأخواتها بحالة صحية طبيعية ولله الحمد وجميعهم أصغر منها.

الطب في اليمن أكثر عجزاً من "أبتكار"

فحص الأطباء حالة "ابتكار" وشقيقتها "تغريد" وقاموا بتشخيصها على أنه ضمور في خلايا الدماغ، وبأن هذه الحالة لا يمكن علاجها، ولكن "ابتكار" وشقيقتها تحتاج كل واحدةٍ منهن لعمليتين جراحتين، حتى يتمكن من الوقوف على أقدامهن في المستقبل، وهذه العمليات لا يمكن أجراءها في اليمن لعدم وجود المعدات الخبرات اللازمة لأجراء هذه العمليات.

تحتاج كلاً من "ابتكار" وشقيقتها، لتلك العمليتين في منطقة الحوض، والتي تتمثل في فصل عظمتي الوركين عن بعضهما، حتى تستطيعان الوقوف على أقدامهما ولأول مرة منذ ولادتهما، ولازال لهذه الأسرة أملاً في أنه في حال السفر للخارج، أن تحصل طفلتيهما على تشخيص سليم وعلاج كامل.

خليجي20 حلم وراح

عند استضافة مدينة عدن لبطولة كأس الخليج العشرين والتي أقيمت قبل شهر من الآن ضن أغلب اليمنيين بأن هذه الاستضافة ستكون هي العصا السحرية التي ستحل كل مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومثلهم مثل الجميع قام المقربون من والد الطفلة "ابتكار" بنصيحته للارتحال إلى عدن بصحبة أحدى بناته في هذه الفترة، وهذا ما فعله بالضبط لعله يعثر على أصحاب الأيادي البيضاء من الخليجيين أو من المغتربين اليمنيين، كي يتكفلوا بنفقات علاج أبنتيه على حسابهم الشخصي، وهذا ما لم يحصل، يأتي هذا بعد اليأس التام من حصوله على هذه الفرصة، كمنحه علاجية من الدولة، وتضل "ابتكار" في معاناتها هي وأسرتها، إلى ما بعد هذا المحفل الذي أسماه أبناء عدن ( خليه يجي ) أي أن قدومه بلا طائل.

لوجه الله

يناشد والد هاتين الطفلتين ونحن معه، أهل الخير أصحاب القلوب الرحيمة، بمد يد العون لمحاولة انتشال "أبتكار" وشقيقتها من عجزهن الجسدي على الأقل، طالما وأنه يوجد إلى ذلك سبيلاً، فهذه الأسرة لها حقاً علينا جميعاً في مساعدتهم، خصوصاً وأنهم متعففين من أن يستغلوا حالة بناتهم للتسول كما يفعل البعض، هم يطلبون عون كريم لكريم، وهذا ما لحظناه قبل أن نبادر بالسؤال عن هذه الحالة، نتمنى أن تجد ابتكار وشقيقتها من يترجم براءتهن واقعاً يمشي على الأرض.

التطبيب حق وواجب

ومن هنا نهيب بالجهات المختصة للقيام بدورها في علاج هاتين الوردتين، كحق أساسي كفلته لهن المعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها اليمن، وكذلك القوانين الوطنية، وأن لا يهمل وضعهن كون هذه إرادة الله وابتلاءً منه، وليس أطفال القائمين على الطب والمنح الطبية أو من يحبونهم بمنأى عنه، (والراحمون يرحمهم الله) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.


Digg Google Bookmarks reddit Mixx StumbleUpon Technorati Yahoo! Buzz DesignFloat Delicious BlinkList Furl

0 التعليقات: on "إبتكار .. حلم بالحياة رهن الإنتظار الطويل !"

إرسال تعليق