أخبار أبين

الأحد، 9 يناير 2011

سوق الوظائف في أبين.. بقلم/ أسامة الشرمي

 

أبين أزمات كثيرة ومتنوعة، منها الحقيقي والوهمي، الطارئ والمفتعل، نقف هنا على إحدى الأزمات المفتعلة في المحافظة، وهي أزمة الوظائف والتوظيف، فأبين التي كانت تعاني العام الماضي انفلاتاً أمنياً شمل كل مديرياتها بمدنها وأريافها دون استثناء حتى العاصمة زنجبار، كان نصيبها من الدرجات الوظيفية ضمن الموازنة والإحلال الوظيفي ما يقارب 1200 درجة وظيفية.

بالتأكيد هذا العدد لم ولن يحل أزمة البطالة المتراكمة عام بعد عام والتي يعاني منها شباب المحافظة، لكنها بالتأكيد أفضل من 460 درجة وظيفية أو أقل من ذلك حصلت عليها أبين هذا العام، بينما يصل عدد المقيدين في سجلات الخدمة المدنية بالمحافظة إلى أكثر من 10000 شاب وشابة، منهم حملت الشهادات العلمية العليا دبلوم بكلاريوس وماجستير، ومنهم من مضى على تخرجه عشر سنوات أو أكثر.

بناء على هذه المعطيات، يثور لدى طالبي التوظيف بالمحافظة التساؤل التالي، هل يجب أن تعيش أبين على صفيح ساخن دائماً، حتى تحصل على زيادة في الدرجات الوظيفية في موازنة الأعوام القادمة، أم أن هذا النقص في نصيب أبناء المحافظة من الدرجات الوظيفية هو عقوبة، على مواقفهم الوطنية التي كانت سبباً في حفظ الأمن والسكينة في مدنهم وقراهم، أو لعلهم يحصدون ثمار خلافات سياسية مع أشخاص في هذه المحافظة هم آخر من يتضرر رجاء هذه السياسات الهوجاء تجاههم.

ومن أكثر ما يزيد هذه الأزمة تفاقماً، ويجعل من أصحاب الأولوية آخر المستفيدين من العدد المحدود للدرجات الوظيفية، تنامي ظاهرة السمسرة في هذا المجال، فأصبحت الوظائف في أبين تباع وتشترى، وهناك من أثري من وراء بيع أو سمسرة الوظائف، فهذه الظاهرة جعلت بمقدور من يمتلك المال أن يختار المرفق والمنطقة التي تناسبه ليوظف فيها وليس من المهم المؤهل أو الأقدمية، حيث وصلت أسعار الوظائف بحسب أبناء المحافظة إلى ما يقارب (400000) ريال يمني، وهذا المبلغ يزيد وينقص بحسب مؤهلات الشاري ومواصفات الوظيفة التي يريد العمل فيها.

وفي الختام نرجو من راسمي سياسة التوظيف في الدولة مراعاة أبناء هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب، وعدم الإسهام في دفع شباب المحافظة إلى العنف أو التطرف كإحساس منهم بأنه من يجلب الحق، وأن لا يجعلوا هؤلاء الشباب فريسة سهله لأصحاب الأفكار المتطرفة والهدامة، ونناشد الجهات المختصة بالضبط والأشراف والمحاسبة، في أن يوقفوا عملية الاتجار غير المشروع بمستقبل أجيالنا وآمالهم، فهذه المحافظة لم تعد حملاً لمزيد من الأزمات والكوارث، ويكفيها ما قد رأت.

اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد


Digg Google Bookmarks reddit Mixx StumbleUpon Technorati Yahoo! Buzz DesignFloat Delicious BlinkList Furl

0 التعليقات: on "سوق الوظائف في أبين.. بقلم/ أسامة الشرمي"

إرسال تعليق