
بقلم/ شكري حسين
نعته عشاق المتعة بالبرازيل..قالوا إن مخزونه لا ينضب جيلاً بعد جيل.. أسموه منجم الذهب ودغدغوا مشاعر عشاقه بقولهم:"عند رؤيته تنتشي الروح وتطرب"!زادوه في الشعر بيتا وقالوا:"أنت شمس والبقية كواكب *** إذا أشرقت لم يبق منهن كوكب"!
عديدة هي الأوصاف، وكثيرة هي المسميات التي أطلقت عليه، لكن ذلك كله لم يشفع له كي ينال ولو الشيء اليسير من الاهتمام والمتابعة، تركوه يتلمظ بنيران الأسى وحده!لم يكفهم انه نادياً فقيراً يحتاج لمن يقف إلى جانبه ويشد من أزره، لم يحرك في دمهم انه صار بفعل أعمالهم المشينة أشبه ما يكون بالأرض (المستباحة) تسرح فيها أعمالهم الدنيئة متى وكيفما شاءت؟!.
هذا هو حسان النادي المغلوب على أمره والمستباح عرضه وماله، كلما انقشعت السحب السوداء من أمامه عادت إليه أكثر ضراوة وقتامه، بالأمس القريب أطلقنا لأحلامنا العنان، ورددنا وداعاً لسنوات الحرمان، قلنا:"أخيراً اعترفوا بفضلك يا حسان ولم نكن نعلم أن التفاتتهم الأخيرة لم تكن ألا
(مسمار) تم غرزه وبعناية فائقة في جسد الفارس المنهك لتزداد أوجاعه وتكبر مساحة آلامه"!
هم يعلمون أن بقاء حسان في دائرة التهميش مكبلاً بسياج المشاكل من شانه مداواة جراح أنديتهم وحقنها (بمصل) النشاط المتجدد، حتى ولو أدى ذلك إلى إفراغ حسان من محتواه وتشييع جثمانه إلى اقرب مقبرة مجاورة.
يدركون أن استقرار حسان وتهيئة الظروف المناسبة أمام شبابه وحل مشاكله سيقضي على آمال أنديتهم، وسيشكل مصدر إزعاج وصداع مستمر لأحلامهم وسيزلزل الأرض من تحت إقدامهم، ويحضرني هنا تساؤل أحد مشجعي حسان ذات يوم بقوله:"هل حسان محسوب على الحراك الجنوبي حتى تتم محاربته"؟!أم ماذا؟ فقلت له:" لا، ولكن هم مستفيدون من أوضاعه الحالية".
( خدعوك فقالوا.. السليماني )
إدارة السليماني التي قادت النادي الموسم الماضي هي الأسوأ على الإطلاق أما لماذا وكيف؟ فمابين السطور ما يغني عن الإجابة:
فور استلامها للمهمة قفزت فوق أسوار الواقع ورفعت سقف الرواتب والحوافز بشكل لا يتناسب وإمكانيات النادي البسيطة، وأسرفت في الصرف فاتحة "حنفية بنك التسليف الزراعي" على الآخر والنتيجة أنها ضربت النادي بحزام ناسف وهربت أو دست رأسها في التراب كما تفعل النعامة، والمحصلة ديون (متلتلة) هي الأولى من نوعها على مدى التاريخ وبين يدي رسالة موجهة من البنك ذاته لمحافظ أبين تطالبه فيها بإلزام نادي حسان بدفع مبلغ وقدرة ( 23) مليون ريال ديون متأخرة وهو دليل لا يقبل الشك على سؤ إدارتها للأمور وان ( قصر) أعمالها (المنيف) كما تزعم لم يكن مصنوعاً إلا من ورق سرعان ما رمت به الريح في مكان سحيق.
ورطة حسان لم تتوقف عند حد مطالبة البنك بالمبلغ السالف الذكر بل هناك ديون كبيرة تطالب بها فرق النادي المختلفة (قدم، طائرة، يد، شطرنج) وغيرها إلى جانب مستحقات الأجهزة الفنية المختلفة والعاملين في النادي ربما تتجاوز (10) مليون ريال والمثير للضحك والاستغراب أن من عفى عليهم الزمن يتساءلون اليوم ويفجرون أعين الرثاء والإشفاق على أوضاعه تفضحهم (سحنهم) الماكرة ويدل عليهم ماضيهم النتن متناسين أن من يزرع الشوك لا يجني العنب وان الحقيقة تحب أن تمشي عارية وأن تم تغطيتها بغربال المغالطة المفضوحة.
أقاموا الدنيا ولم يقعدوها فور عودة حسان إلى مصاف أندية النخبة ورقصوا في مهرجانات نجاحاتهم المزعومة مستأنسين بمدائح أهل الزيف والضلال ممن أرادوا تعمير جيوبهم الفارغة غير مدركين أن عودة حسان لا تعني نجاحا بقدر ما هو استعادة حق مسلوب وهو كذلك ليس حدثا استثنائياً فسبق للفريق وان سقط وعاد بنفس الإيقاع ومع تسليمنا أنهم أرادوا بذلك تغطية (وجوههم) الشاحبة وسؤ تقديرهم للأمور..ألا فليعلموا أن(الشمس) لا تشرق ليلاً والنهار يبقى نهاراً.
طالما وهم يعتبرون أنفسهم الأفضل والأروع والأكمل على غرار ما يفعل (مصطفى الأغا) في برنامجه الشهير "صدى الملاعب" فما الذي دفعهم إلى الهروب والتواري عن الأنظار؟!ولماذا تركوا النادي مثقلاً بجراحه وآلامه؟ولماذا لم يسارعوا إلى تكريمه كما فعل طيب الذكر الشيخ (طارق الفضلى) قبل 7 أعوام، وهو الذي لم يكتف بذلك، بل قاد النادي بعد عام من الصعود إلى المنافسة على لقب الدوري العام الذي كان قاب قوسين أو اقرب من خزائنه، وشتان مابين التقدم على فرق مجموعة في الدرجة الثانية وتزعّم فرق النخبة حتى المراحل الأخيرة!.
هي المرة الأولى التي يبدأ فيها الموسم الكروي الجديد دون إدارة والسبب الذي يبدد ليل العجب أن إدارة السليماني لم تقدم استقالتها، ولاهي اشتغلت وعملت على إكمال مهامها والمثير للضحك أن يطلع هواة الاسترزاق المقيت ليقولوا لنا إن الإدارة تم تهميشها من قبل مكتب الشباب والرياضة والسؤال: كيف يهمّشها وهو من جاء بها؟ وثانياً هل تم منعها من ممارسة إعمالها مثلاً؟ أم أنها اختارت وبمحض إرادتها الهروب لتداري عجزها؟ ويا ساده:الاعتراف بالحق فضيلة.
في عهد هذه الإدارة تم الاستغناء عن دور المحاسب في النادي ولم تدخل ولو فاتورة صرف واحدة إلى خزينته وكل الأمور كانت تدار عبر البنك فقط.. وبالتالي فإن مكتب الشباب والرياضة مدعو لتحقق في المسألة وكشف حسابات النادي وإعلان الحقيقة على الملأ حتى يعلم الجميع أيّنا يا، أصحابي يكون المحق! ما تقدم لا يعفي مكتب الشباب والرياضة من المسئولية على اعتبار أن تشكيل أي مجلس إداري يبقى من مسئولياته وهنا نتساءل: لماذا تأخر في إعلان مجلس إداري جديد للنادي، أو دعا الجمعية العمومية لتقول كلمتها بدلاً من أن تدخل فرق النادي المختلفة منافسات الدوري الجديد وهي لا تعرف رأسها من رجليها؟!.
(ليسوا وحدهم)!
سنكون ظالمين إذا حمّلنا الإدارة السابقة وحدها وزر الأوضاع العصيبة التي يمر فيها حسان اليوم، فمكتب الشباب والرياضة يتحمّل الجزء الأكبر لسكوته وعدم معالجته الفورية للمشاكل التي أعقبت عودة فريق القدم إلى الممتاز، وصعود فريق الطائرة لأول مرة في تاريخه، فالجميع كان ينتظر التكريم ومعالجة النواقص وبدلاًً من الإسراع في تشكيل مجلس إداري جديد أنشغل المكتب في أمور لا ناقة له فيها ولا بعير، والنتيجة أن حسان يمر اليوم بأسوأ منعطف في تاريخه فمابين الوفاء بالتزاماته في المشاركة في مختلف الألعاب ومطالبة أبناءه أولاً بصرف مستحقاتهم، تظل الأماني معلّقة إلى حين يجد النادي من يملك العصا السحرية، لحل كل مشاكله وليس ذلك فحسب فمكتب الشباب والرياضة مطالباً اليوم بتفسير انتقال عدد من نجوم الفريق إلى الأندية الأخرى كما هو الحال بزاهر فريد، نزار رزق، ومن بعدهم وسيم القعر، وماجد حسين وربما في الأيام القادمة أوسام السيد ومن قبلهم أسماء كثيرة ومن الذي منحهم حق الاستغناء طالما والنادي قد وفر لهم أهم مصدر معيشي في الحياة وهي (الوظيفة)؟ ولماذا لم يتم التوقيع على عقود طويلة الأمد مع من تم منحه الوظيفة كنوع من رد الجميل للنادي الذي منحهم هذا بدلاً من أساليب لي الذراع التي تواجه أي إدارة مع بداية كل موسم جديد؟ وهل مكتب الشباب مستفيد من صفقات انتقال بعض اللاعبين كما يردد البعض أم أنها تهمة لا ترقى لدرجة المصداقية؟!
قشاش.. ماذا أنت فاعل؟
أشفقت كثيراً على د. محمد قشاش فور علمي بقبوله لرئاسة نادي حسان في هذه الفترة الحرجة!!وتساءلت: هل بمقدور قشاش معالجة الأوضاع المهترئة في النادي اليوم؟ وماذا عساه أن يفعل أمام الديون المتراكمة والمطالب العديدة لمعظم اللاعبين والأجهزة الفنية لكل الألعاب فيه؟ وكيف له يقبض بمقود القيادة والكل ينظر إليه وكأنه (غنيمة) لابد من اقتسامها وحصول كل طرف على حصته منها؟ ففريق القدم يعاني من حالة انكسار شديدة لم يخفف من وطأتها صرف راتب شهر من الأشهر المتأخرة للاعبيه، وفريق اليد أحد أقطاب المنافسة والفريق المرصع بعدد من النجوم الشابة يعاني الأمرين حتى وهو يستسلم للظروف القاهرة ويحرص على المشاركة في الدوري بقلوب منهكة ومعنويات خائرة، وفريق الطائرة جديد الممتاز هذه المرة يعتصر الألم لاعبيه وهو يستعد للإقلاع بأجنحة منكسرة في أول مشاركاته الرسمية في دنيا الممتاز، وقبل هذا وذاك كيف يمكن لقشاش إعادة الأمور إلى نصابها ومعالجة ما أفسده السابقون بعدما سن الجميع سكاكينهم في انتظار سقوطه، ليتسنى ذبحه دون حتى الاتجاه به نحو القبلة؟!.
وختاما :
"أيعاب البحر الخضم يوما *** إذا بالت بجانبه القرود".
0 التعليقات: on "حسان على فوهة بركان..أمان ربي أمان.."
إرسال تعليق